واحد شاى ثقيل سكر خفيف،صيحة اطلقها بالمقهى وهو يستعد للجلوس علي مقعده المعتاد، ثوان وجاء القهوجى بالمطلوب،وهو ينظر الية قائلا "يا عم عماد انا عارف طلبك هية اول مرة تشرفنا بالقهوة " اتفضل بالهنا .....
نظر الية عماد شاكرا قائلا في نفسه: وهل وجدت شيئا اخر اقوم به سوى الجلوس على المقهى. يااااااه لقد مرت عشرة اعوام وانا اجلس يوميا على هذه المقهى بالذات بميدان الدقى، حيث لا تبعد سوى خطوات عن منزلى بمنطقة داير الناحية بالقرب من الميدان.
عشرة اعوام...وانا لا اجد اى فرصة عمل رغم اننى حاصل على ليسانس اداب قسم تاريخ وهى شهادة كان يفترض ان لها قيمة فى هذا الزمان ،إلا انها في الواقع اصبحت لاترضى اى صاحب عمل .(يلتفت عماد حولة "فى منتهى الاحباط " وكانة يعزى نفسه،هذا محسن حاصل على بكالوربوس علوم، وهذا على واحمد كلاهما دبلوم صنايع وغيرهم وغيرهم الجميع يجلس على المقهى فى انتظار اى فرصة عمل حتى ولو باليومية اى حاجة والسلام.
(ثم نظر الى نفسة قائلا: ولكن الى متى ساظل على هذا الحال، لقد اصبحت فى منتصف الثلاثينات والايام تمر،ولا جديد فى الحياة لازواج ولا مصدر رزق ، سوي قروش قليلة اتحصل عليها من والدتى او بالعمل فى اى شى حتى ولو حمل التراب .
(اااااه....اطلقها مسموعة دون ان يدرى) وقال: كفاية يا عماد، ابحث فى الصحف عن اى فرصة للعمل حتى ولو عامل فى مصنع، اي عمل مهما كان افضل كثيرا من الجلوس علي هذه المقهي، لقد حلمت عندما كنت طالبا بالجامعه ان الدنيا ستفتح لي ذراعيها بعد الانتهاء من الدراسة ، كم كانت احلام طفولية ، ليس لها وجود إلا في مخيلة الطلاب الذين يتصورن الحياة اشبة بالجنة خلف اسوار الجامعة ، رغم ما يعلمونة عن اعداد العاطلين وقلة فرص العمل إلا ان كلا منهم يتصور انه افضل من غيره وان سوق العمل سوف يتخطفة لعبقريتة وتفوقة طوال اعوام الدراسة.!!
هذه هي الحياة .. وما ان انتهي من كلمة الحياة ، إلا ووجد امامة شاب يحمل عدد كبير من الصحف فوق كتفة فقال له "هات افضل جريدة بها اعلانات عن الوظائف الخالية، فناوله اياها.
امسك بالجريدة التى انهى ثمنها على ما لدية من قروش فلم يتبقى فى جيبة سوى ثمن الشاى،:(مطلوب عامل فى مصنع فى العاشر من رمضان. خبرة خمس سنوات فى صناعة الملابس. المرتب حسب الخبرة)..انا لاامتلك اى خبرة فى هذا المجال يعنى هدفع لهم مرتب لو اشتغلت وضحك ساخرا، وهو يقلب الصفحة(مطلوب عامل نظافة فى كوافير رجالى .. المرتب 150 جنية. اخر شارع فيصل) .ااة لو كان فى الدقى كان ممكن ولكن اخر شارع فيصل فهذا يعنى ان المرتب سيضيع على المواصلات. (وبعدين " اعلان هام" اذا اردت ان تحصل على 700 جنية فى الشهر وعمولة مجزية اتصل الان ) نظر عماد للاعلان، وهو يقول ياريت الاعلان يكون صحيح فرصة بجد طيب اتصل ازاى ونادى على محسن ، والذي كان يجلس القرب منه علي المقهي( معاك 50 قرش يا محسن سلف اعمل تليفون).
خمسين اية ... وسلف....، انتظر يا عم ثم وضع يده فى جيبة فوجد الـ50 قرش, ناوله اياها وهو يقول له بمنتهي الحزم والجدية : لازم اخدها بكرة عشان اعرف اقعد علي القهوة ، مفيش غيرها في جيبي....فقال: طيب .. طيب يا محسن ربنا يسهل..
التفت عماد الي مكان التليفون في المقهي فوجد المعلم عيسوي يجلس امامه، فقام وتوجه اليه ، ثم وضع الخمسين قرشا أمامة وهو يقول له : " مكالمة في السريع يا معلم ..
· المكالمة بجنيه.
· مفيش معايا غير الخمسين قرش يا معلم خلي الباقي بكره.
· لما نشوف.
تناول التليفون واتصل بالرقم المدون علي الاعلان، رد عليه صوت انثوي عذب: تمام يا فندم ، فرصة العمل التي اعلنا عنها هي مندوب مبيعات، ولابد من الحضور اليوم لاجراء المقابلة الشخصية، والعنوان في المهندسين شارع احمد عرابي......
اغلق عماد التليفون ، وهو يفكر كيف سيذهب لمقر الشركة، لايوجد سوي حل وحيد، وهو "الزوغان من دفع ثمن الشاي"، وجد المعلم عيسوي يتأمله في دهشة قائلا له :
· خير انت بالك مشغول اوي مع من كانت المكالمة اللي علي السريع دية.
· مصلحة يا معلم.. مصلحة .!
مين هناك ده .... يااااااااااه احمد صديقي في الكلية ، ياااااااااا احمد ، يااااااااا احمد، وفي لحظات كان خارج المقهي والمعلم عيسوي يتابعة بنظراته باحث عن احمد هذا الصديق الذي ينادي عليه، إلا ان عيسوي لم يري احمد او حتى عماد كأن الارض ابتلعته..!! فصرح في القهوجي قائلا : انت يا زفت شوف ابن النصابة ده راح فين.....
غدا نستكمل.....!
نظر الية عماد شاكرا قائلا في نفسه: وهل وجدت شيئا اخر اقوم به سوى الجلوس على المقهى. يااااااه لقد مرت عشرة اعوام وانا اجلس يوميا على هذه المقهى بالذات بميدان الدقى، حيث لا تبعد سوى خطوات عن منزلى بمنطقة داير الناحية بالقرب من الميدان.
عشرة اعوام...وانا لا اجد اى فرصة عمل رغم اننى حاصل على ليسانس اداب قسم تاريخ وهى شهادة كان يفترض ان لها قيمة فى هذا الزمان ،إلا انها في الواقع اصبحت لاترضى اى صاحب عمل .(يلتفت عماد حولة "فى منتهى الاحباط " وكانة يعزى نفسه،هذا محسن حاصل على بكالوربوس علوم، وهذا على واحمد كلاهما دبلوم صنايع وغيرهم وغيرهم الجميع يجلس على المقهى فى انتظار اى فرصة عمل حتى ولو باليومية اى حاجة والسلام.
(ثم نظر الى نفسة قائلا: ولكن الى متى ساظل على هذا الحال، لقد اصبحت فى منتصف الثلاثينات والايام تمر،ولا جديد فى الحياة لازواج ولا مصدر رزق ، سوي قروش قليلة اتحصل عليها من والدتى او بالعمل فى اى شى حتى ولو حمل التراب .
(اااااه....اطلقها مسموعة دون ان يدرى) وقال: كفاية يا عماد، ابحث فى الصحف عن اى فرصة للعمل حتى ولو عامل فى مصنع، اي عمل مهما كان افضل كثيرا من الجلوس علي هذه المقهي، لقد حلمت عندما كنت طالبا بالجامعه ان الدنيا ستفتح لي ذراعيها بعد الانتهاء من الدراسة ، كم كانت احلام طفولية ، ليس لها وجود إلا في مخيلة الطلاب الذين يتصورن الحياة اشبة بالجنة خلف اسوار الجامعة ، رغم ما يعلمونة عن اعداد العاطلين وقلة فرص العمل إلا ان كلا منهم يتصور انه افضل من غيره وان سوق العمل سوف يتخطفة لعبقريتة وتفوقة طوال اعوام الدراسة.!!
هذه هي الحياة .. وما ان انتهي من كلمة الحياة ، إلا ووجد امامة شاب يحمل عدد كبير من الصحف فوق كتفة فقال له "هات افضل جريدة بها اعلانات عن الوظائف الخالية، فناوله اياها.
امسك بالجريدة التى انهى ثمنها على ما لدية من قروش فلم يتبقى فى جيبة سوى ثمن الشاى،:(مطلوب عامل فى مصنع فى العاشر من رمضان. خبرة خمس سنوات فى صناعة الملابس. المرتب حسب الخبرة)..انا لاامتلك اى خبرة فى هذا المجال يعنى هدفع لهم مرتب لو اشتغلت وضحك ساخرا، وهو يقلب الصفحة(مطلوب عامل نظافة فى كوافير رجالى .. المرتب 150 جنية. اخر شارع فيصل) .ااة لو كان فى الدقى كان ممكن ولكن اخر شارع فيصل فهذا يعنى ان المرتب سيضيع على المواصلات. (وبعدين " اعلان هام" اذا اردت ان تحصل على 700 جنية فى الشهر وعمولة مجزية اتصل الان ) نظر عماد للاعلان، وهو يقول ياريت الاعلان يكون صحيح فرصة بجد طيب اتصل ازاى ونادى على محسن ، والذي كان يجلس القرب منه علي المقهي( معاك 50 قرش يا محسن سلف اعمل تليفون).
خمسين اية ... وسلف....، انتظر يا عم ثم وضع يده فى جيبة فوجد الـ50 قرش, ناوله اياها وهو يقول له بمنتهي الحزم والجدية : لازم اخدها بكرة عشان اعرف اقعد علي القهوة ، مفيش غيرها في جيبي....فقال: طيب .. طيب يا محسن ربنا يسهل..
التفت عماد الي مكان التليفون في المقهي فوجد المعلم عيسوي يجلس امامه، فقام وتوجه اليه ، ثم وضع الخمسين قرشا أمامة وهو يقول له : " مكالمة في السريع يا معلم ..
· المكالمة بجنيه.
· مفيش معايا غير الخمسين قرش يا معلم خلي الباقي بكره.
· لما نشوف.
تناول التليفون واتصل بالرقم المدون علي الاعلان، رد عليه صوت انثوي عذب: تمام يا فندم ، فرصة العمل التي اعلنا عنها هي مندوب مبيعات، ولابد من الحضور اليوم لاجراء المقابلة الشخصية، والعنوان في المهندسين شارع احمد عرابي......
اغلق عماد التليفون ، وهو يفكر كيف سيذهب لمقر الشركة، لايوجد سوي حل وحيد، وهو "الزوغان من دفع ثمن الشاي"، وجد المعلم عيسوي يتأمله في دهشة قائلا له :
· خير انت بالك مشغول اوي مع من كانت المكالمة اللي علي السريع دية.
· مصلحة يا معلم.. مصلحة .!
مين هناك ده .... يااااااااااه احمد صديقي في الكلية ، ياااااااااا احمد ، يااااااااا احمد، وفي لحظات كان خارج المقهي والمعلم عيسوي يتابعة بنظراته باحث عن احمد هذا الصديق الذي ينادي عليه، إلا ان عيسوي لم يري احمد او حتى عماد كأن الارض ابتلعته..!! فصرح في القهوجي قائلا : انت يا زفت شوف ابن النصابة ده راح فين.....
غدا نستكمل.....!